[تنشر هذه المادة ضمن ملف " الموجة الجديدة في الشعر السوري ( أثر الحرب )" انقر/يهنا لمواد الملف الكاملة]
"الالتفاف على القناصة"
ماذا أفعل بكل هذا الخراب؟
فكرت أن أصنع منه دراجةً هوائيةً بلا فرامل وأسوقها للهاوية..
تنقصني الشجاعة!
قلت: أبيعه خردةً لتاجر حربٍ جديد ونستفيد معاً
تنقصني الوضاعة..
ماذا سأفعل بكل هذا الخراب
هنالك امرأةٌ آخر القصيدة تنتظرني،
امرأةٌ ملّت مني ومن الحروب ومن الدخانِ
ها أنا أخفي حزني كلما تذكرتها
مثل مراهقٍ يمعس سيجارته بيده إن لمح أباه
كبكاءٍ خجل من بكائه
فاندّس في الأغاني
أين أروح بكل هذا الحطام
يا لخجلي من عقدة فستانك الوردي...
اللعنة ما أحلاك،
واللعنة
ما
أشقاني.
******
سأحبك كما تحبين
سأحبك ـ كما قلت ـ بلا سبب!
إنما ابحثي معي عن قلبي تحت أنقاض البيوت
وتحت دعسات الجنائز على روحي..
على
مقام
الخبب
كنت سأكتب فيك إلا أنني
لم أتمكن من الوصول إلى قصائدي
ثمة قناصة في كل شارعٍ
والتوابيت سكّرت الدروب..
والأسى
للرُكَب
******
حسنٌ..
تعالي أحبك
في الوقت المستقطع بين رئيسين
تعالي ندعيّ أننا أصحاب الثورة
ونشرب كمّون النفاس
بين ولادتين.
*****
أحببتك..
وهذا ما جرى
لذت بهذا الحبّ
من الأشلاء
والقذائف العمياء
وهذي الدماء السائلات على الثرى.
أحبك كل صباح
وأنا مرتاح الضمير
ألا ليت الحنين...يُرى
فأنت بلادٌ
وصوتك قمحٌ
وشامات الخدود ..قُرى.
أحبك
كلما زاد الرصاص
فما لأزرار الخوف في قلبي
سوى يديك
عُرى.
******
مرّ الغجر
بقدورهم الملونة وكلبهم الأعرج.
مرّت
عربة الجنود
بصدئها وصريرها والرؤوس الحليقة.
مرّ
بائع الناي والربابات والخرز الأزرق
والحُجب.
مرّت الزرازير
وجف بكاء الشتاء
وتلّون الوروار.
وأنتِ
مازلت بالبال
تضفرين جديلتك الطويلة
تغمسين العمر
بسكّر وجهك
وأنقع الشعر
بغيابك
المرّ.
******
في الخلاصة؟
كل سيفٍ قام صليله لسيف
لم يسمع صوتك
كل حرب فزّ دخانها ..
لم تلمح وجهك.
وأنا
أحتاج للكثير من الأعداء لأكتب
ولامرأة لا تقرأ لي
أحتاج لوطن وغيمتين تمطران هناك
لأمطر هنا.
ثم يخطر ببالي أن أذبح النص وأنهيه بالآتي:
يا ليتني (صوت) نجاة الصغيرة
والسلام.
*****
انتهى الحب؟
لابأس..
لا تحزني على ما فات
ما ظلّ من ورود حقله إلا إبريق "زهورات"
فلنشربه على مهلٍ
كعجوزين على شبّاك الذكريات.
انتهى الحب، من كثرة الأسى؟
لا تزعلي...
ثمة ما نضحك لأجله
تعارفنا في عرس "سنية"،
في حنّتها،
وفرقتنا الحرب كي نتعرّف على أشلاء أحبتنا
بين أكداس الرفات.
سنية اليوم أرملةٌ
ونحن لم نخسر
سوى
بعض الزغاريد
والأغنيات.